النسوية الإسلامية: مسارات التفسير وتحديات التطبيق

نوع المستند : Original Article

المؤلف

المستخلص

يبدو الخطاب النِسوي العربي خطاباً مُركباً ومُفعماً بالدلالات والمضامين المسكوت عنها، إنَّه يحمل في طياته جوانب عِدة. وعند تناول قضية المرأة في التراث العربي الإسلامي تَتبدى أشكالٌ مُختلفة من المقاومة النفسية تكبح جِماح أيّ تجديد يطرأ على خطاب المرأة. وعلى الرغم من صيحات التجديد والإصلاح؛ فإن الراديكالية المُنمقة ما زالت تجذب المجتمع إلى الوراء دون جدوى، وكـأن النهضة زُرعت في أرضٍ جدباء. يطرح هذا التحليل التوتر بين التجديد والحفاظ على القيم التقليدية السائدة.
تنوعت توجهات النِسويّة في العالم العربي بشكل كبير، من نِسويّة علمانية، وليبرالية، واشتراكية، وراديكالية، وأخرى إسلاميّة، وهذه الأخيرة، تحاول إعادة قراءة النصوص الدينية بمنظور معاصر. وتيارات النِسويّة الإسلاميّة تتباين في الأساليب والأفكار والأهداف، ونذكر من بين هذه التيارات أربعة تيارات أساسية: الأول، نِسوي إسلامي تقليدي، يسعى إلى الحفاظ على الهُويَّة والتقاليد الدينية الإسلاميّة. والثاني، نِسوي إسلامي نقدي: حاول إعادة تفسير النصوص الدينية بشكل يبرز المساواة والعدالة الجندرية. والثالث، نِسوي إسلامي ليبرالي: يتبنى المبادئ الليبرالية في فهم الإسلام وتطبيقاته على القضايا الجندرية. والرابع، نِسوي إسلامي رافض؛ إذ عارض التفسيرات التقليدية التي تستخدم لتبرير التمييز ضد المرأة. ومن ثمَّ طرح تفسير النصوص الدينية بكيفية تبرز المساواة وحقوق المرأة، ويمكن أنْ تختلف وتتعدد تلك التيارات بحسب السياقات الثقافية والاجتماعية والسياسية المحددة لها، وتُعد هذه التصنيفات مفيدة لفهم التنوع الكبير داخل حركات النِسويّة في العالم العربي، وعلى الرغم من أنَّ ثمة فارق بين هذه التيارات إلا أنَّها تتداخل وتتشابك مع بعضها البعض في سياقات معينة.
وتنطلق هذه الورقة، من التساؤل حول ماهية النِسويّة الإسلاميّة؛ وما هي حدودها وأهدافها ومرجعتيها؟ وما مدي تَقبل الإسلاميين بفكر نِسوي في هذا الصدد؟

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية