رؤية الذات عند المرأة الريفية الفقيرة (دراسة أنثروبولوجية لبعض العاملات في الحرف المنزلية بمحافظة الفيوم)

تتناول الدراسة موضوع رؤية الذات Self-image عند المرأة الريفية الفقيرة، والتي تعمل بحرفة السلال من الخوص في إحدى قرى الريف المصري، وتهدف إلى الکشف عن کيفية تشکل هذه الرؤية في ضوء واقع المرأة الاجتماعي والثقافي، وکذلک إبراز تعدد الأدوار التي تقوم بها داخل مجتمع الدراسة، والکشف ايضاً عن کيفية الخروج من دائرة الفقر والقهر التي تحيط بها. وتنتمي هذه الدراسة إلى البحوث الوصفية Descriptive Researches، واعتمدت الباحثة في البحث الحالي في تطبيق دراستها الميدانية على المقابلات المتعمقة In- depth Interview ، ومنهج دراسة الحالة Case study  على عينة قوامها" 7" حالات تم اختيارها بعد دراسة أکثر من 25 حالة من النساء الفقيرات اللاتي يعملن بحرفة السلال لدراستها دراسة متعمقة، وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج أهمها وجود ازدواجية في رؤية الذات لدي المرأة الفقيرة التي تعمل بالحرف المنزلية, وانحسار فرص العمل للمرأة الريفية الفقيرة من حيث کمها ونوعيتها نتيجة لفقر قدراتها (التعليم والمهارات ) لذلک فإن غالبية الحالات تلجأ إلى العمل بالحرف اليدوية المنزلية، وأکدت النتائج أيضاً أن النساء الحرفيات اللاتي يعملن في حرفة السلال يعملن في القطاع غير الرسمي حيث أوضاع العمل في هذا القطاع تؤدي إلى استغلالهن مادياً ونفسياً، وتتعدد مصادر تشکل رؤية الذات عند المرأة الريفية الفقيرة التي تعمل بالحرف اليدوية المنزلية وتتمثل في التنشئة الاجتماعية، والتعليم ، والموروث الثقافي، ونظرة المجتمع، والإعلام، والدين، والقوانين والتشريعات .وکذلک أکدت نتائج الدراسة على تعدد مراحل صناعة السلال من الخوص والتي تعتمد على الجهد البدني  لذلک تعد من الحرف اليدوية الشاقة .لذا توصي الدراسة بضرورة تفعيل دور المؤسسات التنموية في مساعدة المرأة الريفية وخاصة التي تعمل بالحرف المنزلية علي تنمية قدراتها وتثمين جهودها بفتح مجالات لتطوير عملها وتسويقه. وعلى صانعي القرار بناء سياسات وتشريع قوانين تساعد على تمکين المرأة الفقيرة في المجتمع من أجل استعادة احترامها لذاتها، واحترام المجتمع لأدوارها المتعددة.